﷽
✍️ من حیاة المستبصرین
⏹ ابراهيم تمبو
ولد عام 1977م بمنطقة " مانغاش " في مالاوي، نشأ في أسرة مسلمة شافعية المذهب، وتلقى دراسته الابتدائية في مسقط رأسه.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997م في عاصمة بلده.
1️⃣ البحث عن الحقيقة في المتاهات:
يقول الأخ إبراهيم: " كنت منذ طفولتي باحثاً عن الحق، وكنت اتطلع لاكتشاف الحقيقة، فكان هذا الأمر قد فتح أمامي آفاقاً رحبة في دنيا النقاش والحوار مع الآخرين، ولم ينغلق ذهني على الأفكار الجامدة المحدّدة بعينها، بل كنت أتشوق لمعرفة كل جديد، وألتقط كل حكمة ظريفة.
كان يطرق سمعي في الأثناء أنّ الحقّ مع المسيحيين، وأنّ المسيح (عليه السلام) هو المخلص والمنجي، وأنّه صُلبَ لينقذ البشرية من الخطايا والأوزار، فقررت أن أبحث في الديانة المسيحية، فذهبت إلى كنائسهم واستمعت إلى عظات قساوستهم، ودخلت في مناقشات مستعصية معهم، لكن كانت النتيجة أنّني لم أقتنع بكثير من عقائدهم وخاصة قولهم بأنّ المسيح هو الله أو هو ابن الله! ولم يتقبلها عقلي أبداً، حتى قرّرت الابتعاد عنهم فإنّي لم أجد بغيتي عندهم ولم أجد لنهجهم العقائدي قابلية لايصالي إلى بارئي.
2️⃣ البحث في دائرة الإسلام والتشيع بالخصوص:
بعد هذا المشوار قلت في سريرة نفسي: لماذا لا أتحقق في دائرة الإسلام وأبحث عن ضالتي فيه الذي هو ديني؟ ولماذا أبحث عن الحقيقة في متاهات بعيدة، وأنا بعدُ لم أعرف حقيقة ديني وجوهر عقيدتي؟! فشمرت عن ساعد الجد لدراسة الإسلام، وخلفت ورائي ما ضاع من عمري وأنا مسلم بالاسم فقط، تهزني أبسط دعايات المبشرين.
وكانت البداية بأن شرعت بتعلّم اللغة العربية حتى أحسنت قراءة القرآن، هذا الينبوع الصافي الذي لابد لكل مسلم أن يقرأه ويتعلمه ويهتدي بهديه.
بعد ذلك سمعت بمذهب إسلامي يدعى بالتشيع، فاستفسرت عنهم؟ فقالوا لي: إنّهم كفار ومشركون يعبدون الإمام عليّ (عليه السلام) ، ويعبدون القبور ومن فيها!، وقال لي آخرون: إنّهم إحدى الفرق الإسلامية التي لها تاريخ طويل وماض عريق!
فتحيرت في أمرهم ودفعني حبّ الاستطلاع لأتعرف عليهم، فواصلت البحث في هذا المجال، ولفت انتباهي بأن رأيت مجموعة كبيرة من الشباب تخشى الالتحاق بالمدرسة الشيعية الموجودة في العاصمة خوفاً على أنفسهم من الضلال والانحراف! وذلك لتأثرهم بالكلام الذي كان يقال عن الشيعة، لكنّني توكلت على الله سبحانه وعزمت على الجدّ لأكتشف حقيقة الأمر بنفسي.
وبعد مضي فترة من الدراسة في المدرسة الشيعية تبيّنت لي الكثير من الأمور التي كانت خافية عليّ، وبدا لي الحقّ الذي كنت أبحث عنه، وابتسم لي ثغر الحقيقة الذي كنت أتلهف للثمه والارتشاف من رحيقه.
فعرفت أنّ الحقّ مع أهل البيت (عليه السلام) ، وأنّ معظم ما كان يقال عن الشيعة لم يكن له صحة في الواقع، وأنّ ما يتهمونهم به من اشراك غير الله في عبادتهم لاواقع له، وإنّا لو نظرنا إليهم بعين الإنصاف لوجدناهم من أهل التوحيد الحقيقي والعبادة الخالصة لوجه الله دون غيره ".
3️⃣ التوحيد والشرك:
إنّ العبادة لا تكون إلاّ لله وحده لا شريك له، وهذا الأمر هو من ضروريات الدين والمجمع عليه بين كل المسلمين، فمن عبد غير الله فهو كافر مشرك سواء عبد حجارة الأصنام أو عبد صالح الأنام، والقرآن الكريم صريح في ذلك.
فالمسلم يقرأ كل يوم في صلاته عشر مرات: (إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة: 5)، ويقرأ في سورة التوبة: (وَما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمّا يُشْرِكُونَ) (التوبة: 31)، ويقرأ في سورة يوسف: ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ) (يوسف: 40)، ويقرأ في سورة الزمر: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفّارٌ) (الزمر: 3)، ويقرأ فيها أيضاً: (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي ) (الزمر: 14)، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
4️⃣ معنى العبادة:
لقد عرّف أهل اللغة العبادة بتعاريف متقاربة، فقد قال ابن منظور في لسان العرب: " أصل العبودية: الخضوع والتذلل ".
وقال الراغب في المفردات: " العبودية إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها ; لأنّها غاية التذلل، ولا يستحق إلاّ من له غاية الأفضال وهو الله تعالى، ولهذا قال: (وَقَضى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيّاهُ) (الإسراء: 23)"
وقال الفيروز آبادي في القاموس المحيط: " العبادة: الطاعة "
❇️ اقرأ المزيد في الصفحة التالية👇
❁دلائلُ الصِّدق لِنَهجِ الحق✧❁
🆔
@Dalaaelossedgh110