حادثة إرهابية في مسجد الكوفة سنة 40 ه.ق. {القسم الثاني} فزتُ و ربّ الكعبة أَقْبَلَ أميرالمؤمنين(ع) ینَادِی: "الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ" فَإِذَا هُوَ مَضْرُوب، وَ سَمِعْتُ قَائِلًا یقُولُ: الْحُکمُ لِلَّهِ یا عَلِی لَا لَک وَ لَا لِأَصْحَابِک، وَ سَمِعْتُ عَلِیاً(ع) یقُول: "فُزْتُ وَ رَبِّ الْکعْبَة"(1) فَلَمّا أحسَّ الإمامُ بالضَّرب لم يَتأّوَّه و صَبَرَ و احتَسَب... ثمّ أحاطُوا بأميرالمُؤمِنين(ع) وَ هُوَ يشُدّ رَأسَه بمِئزره، وَ الدّمُ يَجرِي على وجهِه و لِحيَتِه، وَ قد خُضِبَت بِدِمائِه و هُوَ يَقولُ: "هذا ما وَعدَ اللّهُ و رسولُه و صَدقَ اللّهُ و رسولُه" فأخذَ الحسن(ع) رأسَه في حِجرِه فوَجدَه مُغشِيا عليه...(2) ثمّ أغمِي عليه ساعةً طويلةً و أفاقَ، و كذلك كانَ رسول الله (ص) يُغمَى عليه ساعةً طويلةٌ و يُفيقُ أخرَى لأنّه(ص) كانَ مَسمُوما، فَلَمّا أفاقَ ناوَلَه الحسنُ(ع) قَعبا(أي قدحا) مِن لبنٍ، فشَرِبَ منه قَليلا ثُمّ نَحاهُ عن فِيه و قالَ: "احمِلوُه إلى أسيرِكُم" ثُمّ قالَ للحَسَن(ع): "بحقّي عليكَ يا بُنيّ... ارفِقوا بِه..." (3) ________________________ (1) مناقب آل أبي طالب/ 3/ ص95. (2) بحار الأنوار/ 42/ ص281. (3) بحار الأنوار/ 42/ ص289. 💎 @Moshfeghoun 💐