متن مربوط به جلسه ۲۰
باب۳۰: القول في اتصال النفوس بعضها ببعض
و إذا مضت طائفة فبطلت أبدانها، و خلصت أنفسها و سعدت؛ فخلفهم ناس آخرون في مرتبتهم بعدهم، قاموا مقامهم و فعلوا أفعالهم. فإذا مضت هذه أيضا و خلصت صاروا أيضا في السعادة إلى مراتب أولئك الماضين، و اتصل كل واحد بشبيهه في النوع و الكمية و الكيفية. و لأنها كانت ليست بأجسام صار اجتماعها، و لو بلغ ما بلغ ، غير مضيّق بعضها على بعض مكانها، إذ كانت ليست في أمكنة أصلا، فتلاقيها و اتصال بعضها ببعض ليس على النحو الذي توجد عليه الأجسام.
و كلما كثرت الأنفس المتشابهة المفارقة، و اتصل بعضها ببعض، و ذلك على جهة اتصال معقول بمعقول، كان التذاذ كل واحد منها أزيد شديدا. و كلما لحق بهم من بعدهم، زاد التذاذ من لحق الآن بمصادفة الماضين، و زادت لذّات الماضين باتصال اللاحقين بهم، لأن كل واحدة تعقل ذاتها و تعقل مثل ذاتها مرارا كثيرة، فتزداد كيفية ما يعقل؛ و يكون تزايد ما تلاقى هناك شبيها بتزايد قوة صناعة الكتابة بمداومة الكاتب على أفعال الكتابة. و يقوم تلاحق بعض ببعض في تزايد كل واحد، مقام ترادف أفعال الكاتب التي بها تتزايد كتابته قوة و فضيلة. و لأن المتلاحقين (هم) إلى غير نهاية، يكون تزايد قوى كل واحد و لذّاته على غابر الزمان إلى غير نهاية.
و تلك حال كل طائفة مضت.
#فارابی
https://eitaa.com/Ostad_sharifi
🌹