#خطبه_اول | ۹
ثُمَّ جَمَعَ سُبْحانَهُ مِنْ حَزْنِ الاَرْضِ وَ سَهْلِها، و عَذْبِها وَ سَبَخِها، تُرْبَةً سَنَّها بِالْماءِ حتّى خَلَصَتْ، وَ لاطَها بَالْبَلَّةِ حَتّى لَزَبَتْ، فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذاتَ اَحْناء وَ وُصُول، وَ اَعْضاء وَ فُصُول، اَجْمَدَها حَتَّى اسْتَمْسَکَتْ، وَ اَصْلَدها حَتّى صَلْصَلَتْ لِوَقْت مَعْدُود، وَ اَجَل مَعْلُوم، ثُمَّ نَفَخَ فیها مِنْ رُوحِهِ، فَمَثُلَتْ اِنْساناً ذا اَذْهان یُجیلُها، وَ فِکَر یَتَصَرَّفُ بِها، وَ جَوارِحَ یَخْتَدِمُها وَ اَدَوات یُقَلِّبُها وَ مَعْرِفَة یَفْرُقُ بِها بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْباطِلِ وَ الاَذْواقِ وَ الْمَشامِّ وَ الاَلْوان وَ الاَجْناسِ، مَعْجُوناً بِطینَةِ الاَلْوانِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَ الاَشْباهِ الْمُؤتَلِفَةِ وَ الاَضْدادِ الْمُتَعادِیَةِ، وَ الاَخْلاطِ المُتَبایِنَةِ مِنَ الحَرِّ وَ الْبَرْدِ وَ الْبَلَّةِ وَ الْجُمُودِ.
#نهج_البلاغه_بخوانیم