وَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِینَ أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً مِنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَإِنَّکَ مَا تُقَدِّمْ مِنْ خَیْر یَبْقَ لَکَ ذُخْرُهُ، وَمَا تُؤَخِّرْهُ یَکُنْ لِغَیْرِکَ خَیْرُهُ. وَاحْذَرْ صَحَابَةَ مَنْ یَفِیلُ رَأْیُهُ، وَیُنْکَرُ عَمَلُهُ، فَإِنَّ الصَّاحِبَ مُعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ. وَاسْکُنِ الاَْمْصَارَ الْعِظَامَ فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمِینَ، وَاحْذَرْ مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ وَالْجَفَاءِ وَقِلَّةَ الاَْعْوَانِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ. وَاقْصُرْ رَأْیَکَ عَلَى مَا یَعْنِیکَ. وَإِیَّاکَ وَمَقَاعِدَ الاَْسْوَاقِ، فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّیْطَانِ، وَمَعَارِیضُ الْفِتَنِ، وَأَکْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَنْ فُضِّلْتَ عَلَیْهِ، فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّکْرِ، وَلاَ تُسَافِرْ فِی یَوْمِ جُمُعَة حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلاَةَ إِلاَّ فَاصِلاً فِی سَبِیلِ اللهِ، أَوْ فِی أَمْر تُعْذَرُ بِهِ. وَأَطِعِ اللهَ فِی جَمِیعِ أُمُورِکَ، فَإِنَّ طَاعَةَ اللهِ فَاضِلَةٌ عَلَى مَا سِوَاهَا. وَخَادِعْ نَفْسَکَ فِی الْعِبَادَةِ، وَارْفُقْ بِهَا، وَلاَ تَقْهَرْهَا وَخُذْ عَفْوَهَا وَنَشَاطَهَا، إِلاَّ مَا کَانَ مَکْتُوباً عَلَیْکَ مِنَ الْفَرِیضَةِ، فَإِنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وَتَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّهَا. وَإِیَّاکَ أَنْ یَنْزِلَ بِکَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّکَ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا. وَإِیَّاکَ وَمُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ، فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ، وَوَقِّرِ اللهَ، وَأَحْبِبْ أَحِبَّاءَهُ. وَاحْذَرِ الْغَضَبَ، فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظِیمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِیسَ، وَالسَّلاَمُ.