قد حضر مع عمه الحسين عليه السلام وقعة الطف، فاستأذنه في البراز، فقال له عليه السلام: يا ابن أخي! أنت لي من أخي علامة، فأريد أن تبقى لي لأتسلى بك، فجلس مهموما مغموما، واضعا رأسه بين ركبتيه، حزين القلب باكيا. فذكر أن أباه عليه السلام قد عقد له عوذة في عضده الأيمن، وقد قال له: يا بني! إذا أصابك ألم أو هم فحلها واقرأها، وافهم معناها واعمل بكل ما تراه مكتوبا فيها، فعند ذلك حلها وقرأها، فهذا ما وجده مكتوبا فيها: ✅يا ولدي يا قاسم! أوصيك بتقوى الله عز وجل، فإذا رأيت عمك الحسين عليه السلام بكربلاء وقد أحاطته الأعداء، فاطلب منه البراز ولا تترك الجهاد بين يديه على أعداء الله ورسوله وأعدائه، ولا تبخل عليه بروحك، فإذا نهاك فعاوده حتى يأذن لك، لتحظى بالسعادة الأبدية. فنهض القاسم إلى عمه عليه السلام وعرض عليه العودة، فتنفس الصعداء وقال عليه السلام له: 📚ابن شدقم، تحفة لب اللباب،/ 216- 217