مقتل علی اکبر ع به روایت القمي، نفس المهموم 📜و لما قتل أصحاب الحسين عليه‏السلام، و لم يبق معه الا أهل بيته خاصة و هم: ولد علي عليه‏السلام و ولد جعفر و ولد عقيل و ولد الحسن و ولد عليهم‏السلام اجتمعوا يودع بعضهم بعضا، و عزموا علي الحرب. کان علي بن الحسين عليه‏السلام من أصبح الناس وجها، و أحسنهم خلقا، فاستأذن أباه في القتال، فأذن له، ثم نظر اليه نظر آيس منه، و أرخي عليه‏السلام عينه و بکي. [...] ثم حمل علي بن الحسين عليهماالسلام علي القوم و هو يقول: أنا علي بن الحسين بن علي نحن و بيت الله أولي بالنبي‏ من شبث و شمر ذاک الدني أضربکم بالسيف حتي ينثني‏ ضرب غلام هاشمي علوي و لا أزال اليوم أحمي عن أبي‏ تالله لا يحکم فينا ابن‏الدعي وشد علي الناس مرارا و قتل منهم جمعا کثيرا حتي ضج الناس من کثرة من قتل منهم. و روي: أنه قتل علي عطشه مائة و عشرين رجلا. و في المناقب: أنه قتل سبعين مبارزا، ثم رجع الي أبيه و قد أصابته جراحات کثيرة، فقال: يا أبة العطش قد قتلني، و ثقل الحديد أجهدني، فهل الي شربة من ماء سبيل أتقوي بها علي الأعداء؟ فبکي الحسين عليه‏السلام و قال: وا غوثاه! يا بني! قاتل قليلا، فما أسرع ما تلقي جدک محمدا صلي الله عليه و آله، فيسقيک بکأسه الأوفي شربة لا تظمأ بعدها أبدا. و قيل أنه عليه‏السلام قال: يا بني! هات لسانک. فأخذ بلسانه، فمصه، و دفع اليه خاتمه و قال: امسکه في فيک و ارجع الي قتال عدوک، فاني أرجو أنک لا تمسي حتي يسقيک جدک بکأسه الأوفي شربة لا تظمأ بعدها أبدا. فرجع الي القتال و هو يقول: الحرب قد بانت لها الحقائق و ظهرت من بعدها مصادق‏ و الله رب العرش لا نفارق جموعکم أو تغمد البوارق‏ فلم يزل يقاتل حتي قتل تمام المأئتين، و کان أهل الکوفة يتقون قتله، فبصر به مرة ابن‏منقذ بن النعمان العبدي الليثي فقال: علي آثام العرب ان مر بي يفعل مثل ما کان يفعل ان لم أثکله أباه. فمر يشد علي الناس بسيفه، فاعترضه مرة بن منقذ، فطعنه، فصرع، و احتواه الناس، فقطعوه بأسيافهم. و في المناقب: فطعنه مرة بن منقذ العبدي علي ظهره غدرا، فضربوه بالسيف و قال أبوالفرج: و جعل يکر کرة بعد کرة حتي رمي بسهم، فوقع في حلقه، فخرقه، و أقبل ينقلب في دمه، ثم نادي: يا أبتاه! عليک السلام، هذا جدي رسول الله يقرئک السلام، و يقول: عجل القدوم الينا، و شهق شهقة فارق الدنيا. و قال السيد رحمه الله: فجاء الحسين عليه‏السلام حتي وقف عليه، و وضع خده علي خده. [...] و في روضة الصفا: رفع الحسين عليه‏السلام صوته بالبکاء و لم يسمع أحد الي ذلک الزمان صوته بالبکاء. و في زيارته المروية عن الصادق عليه‏السلام: بأبي أنت و أمي من مذبوح و مقتول من غير جرم، و بأبي أنت و أمي، دمک المرتقي به الي حبيب الله، و بأبي أنت و أمي من مقدم بين يدي أبيک يحتسبک، و يبکي عليک محترقا عليک قلبه، يرفع دمک بکفه الي أعنان السماء، لا ترجع منه قطرة، و لا تسکن عليک من أبيک زفرة. [...] أقول: اختلف کلمات العلماء في أول شهيد بن أهل بيت سيدالشهداء عليه‏السلام هل هو علي الأکبر أو عبدالله بن مسلم بن عقيل؟ فذهب الي کل واحد منهما طائفة، و ما ذکرناه هو الأصح عندنا کما اختاره الطبري، و الجزري، و الاصبهاني، و الدينوري، و الشيخ المفيد، و السيد ابن‏طاووس و غير هؤلاء، و يؤيد ذلک الزيارة المشتملة علي أسامي الشهداء «السلام عليک يا أول قتيل من نسل خير سليل». فقول الشيخ الأجل نجم الدين جعفر بن نما: فلما لم يبق معه الا الأقل من أهل بيته، خرج علي بن الحسين عليه‏السلام ضعيف، و ان احتمل أن يکون المراد ما ذکروه، ولکن يأباه سياق کلامه رحمه الله. 📚القمي، نفس المهموم، / 313 - 307 ، 305