لمظلوم و الشجاع والمتيقظ. الشعوب الأخري تستطيع بمناصرتها الشعب الفلسطيني البطل أن تفي بسهمها في مواصلة هذا الطريق. العدو المستكبر الذي يري في الصحوة الإسلامية تهديداً لأطماعه و مصالحه العدوانية، عمد إلي أهم ما في يده من سلاح لمواجهة هذا المدّ المتصاعد، و هو سلاح الحرب النفسية: بثّ اليأس، الاستهانة بالهوية، استعراض العضلات، و سيشهد المستقبل ممارسة آلاف الآليات الإعلامية الأخري.. كل ذلك من أجل بث اليأس في المسلمين من مستقبلهم، و دعوتهم إلي مستقبل منسجم مع أهدافه الخبيثة. هذه الحرب الثقافية والنفسية منذ بداية عصر الاستعمار حتي الآن كانت أمضي أسحلة الغرب في فرض سيطرته علي البلدان الإسلامية. و كان غرض هذه السهام السامة بالدرجة الأولي النخبات والمثقفين ثم سائر الجماهير. و مواجهة هذه الدسيسة إنما يكون بالإعراض عن ثقافة الغرب المتهكمة المفروضة. الثقافة العربية يجب غربلتها بيد النخبات والمثقفين. يؤخذ منها ما كان مفيداً، و يلفظ من الفكر والعمل ما كان منها مضراً و مخرباً و مفسداً. والحَكَم في هذه الغربلة الكبري الثقافةُ الإسلاميةُ و ما يقدمه القرآن والسنة من فكر معطاء وضّاء و موجّه. هذا فصل أساسي من النضال الشامل الواعد الذي ينهض به علماء الدين والمثقفون والنخبات السياسية في جميع أرجاء العالم. علي أمل أن يستطيع حج هذا العام نرسيحَ و تقوية عزم الجميع علي قطع هذا الطريق المبارك الكريم. أسأل اللَّه سبحانه و تعالي لكل حجاج بيت اللَّه الحرام توفيق حج مقبول، و عطاء ثرا من بركة هذا الموسم الفريد. والتحيات المباركات بسعة بركات اللَّه و فضله و رحمته لحضرة بقيةاللَّه الأعظم أرواحنا فداه و عجل اللَّه فرجه، الذي يُحتمل حضوره المبارك في هذا الموسم السنوي، راجياً قبول دعائه المستجاب بحقّ الجميع. والسلام عليكم و رحمةاللَّه و بركاته - علي الحسيني الخامنئي - ۶ ذي الحجة ۱۴۲۱ ه مقام معظم رهبری https://eitaa.com/zandahlm1357