🔰 محامي الحسين
روي أن أم البنين رأت أمير المؤمنين عليه السلام في بعض الأيام قد أجلس ولده العباس في حجره فشمّر عن ساعديه وأخذ يقبّلهما وهو غارق في البكاء.
انبهرت أم البنين وراحت تسأله: ما يبكيك يا علي؟
فأجابها الإمام بصوت مليئ بالأسى والحزن قائلاً: إنهما تقطعان.
وكانت هذه الكلمة كصاعقة على أم البنين، فقد ذاب قلبها، ولم تتمالك الأم الحنون نفسها من وقع هذا الخبر حتى أعولت قائلة: لماذا تقطعان؟
أوقفها الإمام عليه السلام على أنهما إنّما تقطعان في نصرة الإسلام والذبّ عن أخيه الحسين حامي شريعة الله وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله، فبشّرها بمكانة ولدها العزيز عند الله بأنه تعالى سوف يعوّضه عن يديه المقطوعتين بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل ذلك لجعفر بن أبي طالب عليهم السلام.
✍ #الفائدة_اللغوية ♨️
أجلسه في حِجْره: أقعده وجعله في حِضْنه.
شمّر عن ساعده: رفع الثوبَ منها.
قبّل: لثم.
غارِق في البكاء: غائص فيه كأنّ البكاء أحاط بكلّ وجوده.
انبهر: اندهش، تعجّب، استغرب.
راحت تسأل: بدأت وشرعت بالسؤال.
ما يبكيك: ماذا جعلك تبكي؟
مليئ بالأسى: مملوء ومُفعَم بالحزن.
لم تتمالك نفسَها عن وقع الخبر: لم تستطع أن تحبس نفسَه من أجل تأثير الخبر.
حَنون: عطوف، شَفوق.
أعوَل: رفع صوتَه بالبكاء.
أوقف الشخصَ على شيء: أخبره به.
نصرة: عَون ≠ خِذلان.
ذبَّ عنه: دافع عنه، حامى عنه.
شريعة: دين، مذهب ج شرائع.
ريحانة: نبتة طيّبُ الرائحة.
بشّرها: أخبرها بخبرٍ سارٍّ ومُفرِح.
مكانة: مقام، منزلة.
عوّضه: أبدله، أعطاه بدلاً.
جَناح: ما يطير به الطائر ج أجنحة.
🏷 | Arabimajazi.ir
🏷 | @arabi_majazi