eitaa logo
|جهاد قلم|
152 دنبال‌کننده
18 عکس
6 ویدیو
0 فایل
مشاهده در ایتا
دانلود
كان طومر في ضفة جبل و رفاقه الآخرون في الضفة الأخرى قد جرحوا و نفدت مؤونتهم و الموت يأتيهم من كل حدب و صوب. قد طوق العدو عليهم و أحكم الحصار ، لكن طومر لم يأبه فأخذ الذخيرة اللازمة و ركب مدرعته. فكانت رصاصاتهم و رشاشاتهم تنهال عليه من كل اتجاه ،لكنها عمياء لم تبصره فكان يحمل رفاقه الجرحى إلى الضفة الأخرى و يضع لرفاقه الآخرين ذخيرة وهكذا ذهابا وإيابا حتى نفد صبر مدرعته فتعطلت فركب سيارة حربية من نوع "شاص" وبقي ينقذ حياة رفاقه الجرحى حتى نالت رشاشات العدوان منها فثقبت إطاراتها فلم تعد تتحرك باتزان. فبقي يدور بها و يدور كي لا يقع أسيرا و لا تنال منه أيادِِ نجسات ،حتى ارتقى شهيدا ……… . فسلام على طومر ، ما أشبهه بالعباس "عليه السلام"… . أمة الرحمن عبدالله علي_صنعاء
كلي فقر .. لستُ شيئاً واحداً ، أنا عالمٌ من للأشياء المتضادة ، والأجزاء المتعددة ، والأعضاء المتعاضدة .. أنا عالمٌ لا استطيع فهمه ، ولا أستطيع فهم تعقيداته وانظمته ، أنا فضاء لازالت أسراره بعدد الأنفاس.. ولا تدركني الحواس .. أنا الشيء المجهول الذي أجهله .. والشيء الوحيد المعروف الذي قد عرفته هو انني أجهل كل شيء .. أنا تلك البؤرة من الضعف وتلك الكتلة من الإحتياج .. أحياناً أراني سفينة بلا شراع.. وموجة المحيط التي لا تعي أين تسير.. وأنظر أليّ أحياناً أنني تلك القوة العاجزة أن تدفع شيء !! وذلك الكمال الناقص الذي ينقصه كل شيء !! لا أعرف أنني يوما كنت مملكة واحدة .. وما عرفته أني ممالك متشعبة قد سطى بعضي على بعضي الآخر وأحاول نسفي !! ما أكون أنا إن كنتُ مكوّنٌ من خليط القوى .. إن لم أعرفني بشيء فقد عرفت نفسي بالفقر الصريح .. كلي فقر .. وأنت يا من أنت واحدٌ أحد وحدك غناي .. فلا تترك يداي واجعلني اعرفك واعرف نفسي ودلني عليك وخذني إليك ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني لتنظيم وتمهيد نفسي ومن حولي لمستقبل العدالة والمعرفة وهب لي من لدنك رحمة إنك انت الوهاب .. جلال علي ناصر زيد_صنعاء
المخرجات التربوية للمدرسة الحسينية لم يقتصر تأثير الإمام الحسين عليه السلام على فئة معينة أو طبقة محددة من الناس بل تعداه إلى كل الفئات في المجتمع رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، شباباً وشيوخاً. وهنا تكمن عظمة الإمام الحسين عليه السلام وسر امتداد ثورته حتى يومنا هذا بل وحتى قيام الساعة، ثورة ينهل منها الجميع معيناً صافياً وعذباً زلالاً وفي شتى نواحي حياتهم، السياسية منها والعسكرية، والتعليمية منها والتربوية، والثقافية منها والإعلامية، وإليك أيها القارئ الكريم بعضاً من تلك الدروس العظيمة لشباب ونساء وحتى أطفال كانوا حول الإمام الحسين عليه السلام، نهلوا من معينه الصافي والزلال فصدَّروا أروع الدروس وأعظمها: عندما ترى نفسك أيها الشاب الشامخ مخيّراً بين المحافظة على مصالحك الشخصية على أن تتحمّل فاتورة التضحية وتنفخ روح الإباء والشموخ في نفوس من حولك ومن سيأتي بعدك.. عندها كن رجلاً حسينياً كربلائياً، وتذكر ما الذي تركه الإمام الحسين عليه السلام في نفس العباس حتى يواجه كل تلك الذئاب حوله بكل صلابة واستبسال غير مبالٍ لا بكثرتهم ولا بعتادهم، بل إنه واجههم وهو ينشد القصيد وكأنه عريس ذاهب لحضور عرسه لا لملاقاة عدوه، كن أيها الشاب الحسيني الغيور كالعباس عندما تواجه في حياتك موقفاً كموقفه، واحرص أن تقول كما قال في ذلك الموقف: يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أو تكوني هذا الحسين وارد المنون وتشربين بارد المعين؟! تالله ما هذا فعال ديني ولا فعال صادق اليقين عندما ترين نفسكِ أيتها المرأة العظيمة في موقف ينتظر سخفاء القوم انهياركِ وعويلكِ ليزدادوا فرحاً ونشوةً بوهم نصرهم الكاذب، فلا تضيعي عليكِ الفرصة، وكوني امرأة حسينية كربلائية، واحرميهم من نشوة تلك اللحظات، وتذكري ما الذي تركه الإمام الحسين عليه السلام في نفس العقيلة زينب حتى واجهت كل تلك الأبواق الإعلامية المضللة والتافهة بكل وعي وثبات، صارخة في وجوههم الهالكة: (واللهِ ما رأيتُ إلا جميلاً). عندما ترى نفسك أيها الطفل القوي واقفاً بين الرجال رغم صغر سنك، وينتظر كبار القوم وصغارهم خوفك وبكاءك، فكن طفلاً حسينياً كربلائياً، ولا تتردد في إعطائهم أبلغ دروس الرجولة والوفاء، وتذكر ما الذي تركه الإمام الحسين عليه السلام في نفس القاسم بن الحسن حتى يقول بكل شجاعة وشموخ: (إني أرى الموت معك يا عماه أشهى من العسل). وعليه فليكن شعارك في كل محطة من محطات الحياة التي تمر بها، هي: - الصبر مع الحسين في رمضاء الصحراء وحرارتها القاسية .. أشهى من العسل ومن الراحة مع يزيد في الفراش الناعم والماء البارد. - التواجد مع قلة من العظماء حول الحسين .. أشهى من العسل ومن التواجد مع كثرة من الأنذال والسفهاء حول يزيد. - المشاركة بدمي وبروحي مقابل المقام والرفعة مع الحسين .. أشهى من العسل ومن المشاركة بكلماتي وقصائدي مقابل المال والجاه مع يزيد. - اختيار الموت والقتل مع الحسين .. أشهى من العسل ومن اختيار الحياة والعيش مع يزيد. - السماع لصليل السيوف وصوتها المزعج  مع الحسين .. أشهى من العسل ومن السماع لأنغام العود وعذوبته مع يزيد. - الجوع والعطش مع الحسين .. أشهى من العسل ومن الشبع والارتواء مع يزيد. تلك هي شهيتنا وتلك هي شهيتهم .. فشهية مَن هي الأبقى والأجدى؟! إبراهيم محمد محمد الكحلاني اليمن - صنعاء
" الميمون " اقترب مهر صغير من أمه مندهشًا، وهو يتأمل الدمع يترقرق من عينيها كأن خطبًا ما أصابها.. _ أمي الحبيبة ما يبكيكِ؟ _ لا شيء يا بني، لا تقلق. _ لا يا أمي يجب أن تخبريني، لقد تعودت أن آراكِ في بعض أيام السنة تبكين والحزن بادٍ عليكِ، وكنتِ تحاولين إلهائي حتى لا تجيبني، ولكنني الآن كبرت، ولن يشغلني عن معرفة السبب شيء. _ صحيح يا حبيب قلب أمك، لقد كبرت وحان الوقت لتعرف ما الذي يبكيني في مثل هذه الأيام. تعال معي إلى أرض نينوى فنحن نعيش بالقرب منها، ولا يبعدنا عنها إلا بضع كيلو مترات. سارت الأم بمهرها الصغير إلى أرض نينوى حتى وصلوا إلى مكان كربلاء، بركت الأم وبرك معها تحت ظل شجرة وبدأت تسرد له الحكاية... _ أتعرف يا بني إنك من سلالة خيول عربية أصيلة. _ نعم يا أمي فلقد أخبرتني بذلك مرارًا، ولكم أفخر بذلك. _ نعم أخبرتك، ولكني لم أخبرك بأنك تتميز عن أقرانك من الخيول العربية بأن جدك "الميمون" كان له شأن عظيم بقتاله مع الإمام الحسين عليه السلام الذي استشهد على هذه الأرض مظلومًا. _ احكِ لي يا أمي كل تلك التفاصيل، إني متشوق لكل ما له ارتباط بالإمام الحسين عليه السلام. _ كم أحب تعلقك وشغفك بالحديث عن الإمام الحسين، إذن فلتصغِ لي جيدًا. _ كلي آذان صاغية يا أمي. لقد كان جدك الميمون من سلالة جياد رسول الله التي كان يتقدم بها في معاركه ضد الشرك والكفر، وجدك كان حصان الإمام الحسين عليه السلام الذي واجه به جيش يزيد في كربلاء، ففي يوم العاشر من محرم وبينما المعركة في أشدها، برز أصحاب وأبناء الإمام الحسين وأبناء إخوته الذين لم يبلغوا الثمانين مقاتلًا للجيش الأموي الذي كان يزيد عن ثلاثة آلاف مقاتل، وبعد استبسال عظيم من رجال الإمام الحسين وقتلهم لعدد كبير من جيش يزيد، قُتِلوا جميعهم ولم يتبقَ إلا الإمام الحسين في مقابل تلك الجيوش الكثيرة، عاد بحصانه إلى خيمة أخته السيدة زينب؛ ليودعها الوداع الأخير ويوصيها بأبنه العليل علي بن الحسين وبناته بأن تحفظهم وترعاهم، ثم رجع إلى المعركة بائعًا روحه لله تعالى، فقاتل قتالًا شديدًا برغم عطشه الشديد بعد أن مُنِع الماء عنهم، ، بقي الإمام الحسين على ظهر أبيك غاية جهده، حتى أحدق به القوم من كل الجهات وأثخنوه بالجراح بسهامهم الخبيثة، فسقط على الأرض، لم يدرِ جدك الميمون حينها ماذا يصنع، دار حول الإمام الحسين محاولًا أن يرفع يده لكنه لم يستطع، حينها لطّخ جسده من دماء الإمام الحسين وشمّه شمة وداع، وصهل صهيلًا عاليًا، ثم أسرع إلى خيم الإمام ؛ ليخبر أهله بما حلّ به. اتجه باكيًا محمحمًا وناعيا. _ الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها. وما إن وصل حتى خرجن بنات رسول الله لاستقباله، وقد ظنن أن الإمام الحسين قد عاد مرة أخرى. أسرعت سكينة ابنة الإمام إلى جدك تهزه وهي تبكي عندما رأته وحيدًا قد جاء دون أبيها : _ أين أبي، لمَ عدت وحيدًا؟ وقالت السيدة زينب وهي تبكي: - ما بالك منكس الرأس، وسرجك ملوي؟ أين أخي الحسين؟ وعلت أصوات النساء: - وااااحسيناه.. واااااحسيناه لم يتحمل الخيل المفجوع بالإمام الحسين ذلك الموقف فهام على وجهه حزينًا، لم يدرِ أين يسير، مشى لأيام حتى قيل بأنه سقط في نهر الفرات.. كانت الأم تحدث ابنها بصوت مختنق وهي تذكر تفاصيل ما حدث مع الإمام الحسين عليه السلام، وصغيرها كان يسكب الدمع بغزارة، وما إن أكملت حتى أجهش بالبكاء، وقال: _ يا لعظم ما قصصتيه لي يا أمي، كيف استطاع القوم أن يصنعوا كل ذلك مع الإمام الحسين وأهل بيته، وهنيئًا لجدي الميمون الذي حظي بالقتال مع الإمام الحسين. سأل الصغير أمه: _ أمي، كم يومٍ سنظل هنا في كربلاء؟ _ إن أربعينية الإمام الحسين تقترب وسنظل هنا نستقبل زوار الإمام الحسين. _ حقًا، يا للروعة سأشاهد الملايين من زوار الإمام الحسين يأتون إلى كربلاء. وما هي إلا أيام حتى توافد الناس فرادى وجماعات إلى كربلاء، قالت الأم: _ انظر إلى هؤلاء الملايين من محبي الإمام الحسين الذين جاؤوا من البلاد البعيدة، ساروا ملايين الكيلو مترات في الأيام والليالي، لم يبالوا بشيء، تركوا كل ما لديهم ماضين إلى الإمام الحسين بحب وعشق يبكونه طوال الطريق. _ ياااا لكثرة عددهم، لم أرَ في حياتي أناسًا بهذا العدد الكبير، أي شخص هو الإمام الحسين، وأي عظيم هو؟ _ هو ابن بنت رسول الله، الذي قال عنه رسول الله : " حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا". _ أمي، لم أعد أريد مغادرة هذا المكان، ليت لو أظل طوال عمري بقرب الإمام الحسين أستمد العظمة من عظمته، وأتبرك بتراب كربلاء حتى أدفن فيها. _ يا لجمال ما تقوله يا بني، لا أمانع في ذلك، فالسعد كل السعد أن نبقى بجوار الإمام الحسين طوال حياتنا. _ أحبكِ أمي. _ وأنا أحبك أكثر يا مهري الصغير. اسم الكاتبة: سمية إسماعيل الوادعي السكن الحالي: اليمن/ صنعاء/الجراف الشرقي/ حي مستشفى المؤيد رقم الهاتف: ٠٠٩٦٧٧٧٤٠٥٩٥٣٤