❖﷽❖
#حدیث_مهدوی
📜[15/129] أخبرني جماعة،عن أبي المفضل محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن المطلب رحمه اللّه قال:حدّثنا أبو الحسين محمّد بن بحر بن سهل الشيباني الرهني قال:أخبرنا عليّ بن الحارث،عن سعد بن المنصور الجواشني قال:أخبرنا أحمد بن عليّ البديليّ قال:
أخبرني أبي،عن سدير الصيرفي قال:دخلت أنا و المفضّل بن عمر و داود بن كثير الرقي و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السّلام فرأيناه جالسا على التراب،و عليه مسح خيبريّ مطرّف بلا جيب مقصّر الكمين،و هو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحرّي،قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغيّر في عارضيه و أبلى الدمع محجريه و هو يقول:
[سيّدي]غيبتك نفت رقادي و ضيّقت علىّ مهادي و ابتزّت منّي راحة فؤادي،سيّدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع و العدد،فما أحسّ بدمعة ترقأ من عيني و أنين يفشا من صدري.
قال سدير:فاستطارت عقولنا ولها،و تصدّعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل،فظننّا أنّه سمت لمكروهة قارعة،أو حلّت به من الدهر بائقة،فقلنا:
لا أبكى اللّه عينيك يا ابن خير الورى من أيّة حادثة تستذرف دمعتك و تستمطر عبرتك؟ و أيّة حالة حتمت عليك هذا المأتم؟
قال:فزفر الصّادق عليه السّلام زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد منها خوفه،فقال:
ويكم إنّي نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا و المنايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الّذي خصّ اللّه تقدّس اسمه به محمّدا و الأئمّة من بعده عليهم السّلام و تأمّلت فيه مولد قائمنا عليه السّلام و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين(من) بعده في ذلك الزّمان،و تولّد الشّكوك في قلوب الشّيعة من طول غيبته،و ارتداد أكثرهم عن دينه،و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم الّتي قال اللّه-عزّ و جلّ-: وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ؛ يعني الولاية،فأخذتني الرّقّة،و استولت عليّ الأحزان.
فقلنا:يا ابن رسول اللّه كرّمنا و فضّلنا بإشراكك إيّانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك.
قال:إنّ اللّه تعالى ذكره أدار في القائم منّا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرّسل،قدّر مولده تقدير مولد موسى عليه السّلام و قدّر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السّلام و قدّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السّلام و جعل له من بعد ذلك عمر العبد الصّالح-أعني الخضر عليه السّلام-دليلا على عمره.
فقلنا:اكشف لنا يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله عن وجوه هذه المعاني.
قال:أمّا مولد موسى عليه السّلام فإنّ فرعون لمّا وقف على أنّ زوال ملكه على يده،أمر بإحضار الكهنة،فدلّوا على نسبه و أنّه يكون من بني إسرائيل،فلم يزل يأمر أصحابه بشقّ بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتّى قتل في طلبه نيّفا و عشرون ألف مولود و تعذّر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السّلام بحفظ اللّه تعالى إيّاه.
كذلك بنو أميّة و بنو العباس لمّا أن وقفوا على أنّ[به]زوال مملكة الأمراء و الجبابرة منهم على يدي القائم منّا،ناصبونا للعداوة،و وضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السّلام،فأبي اللّه أن يكشف أمره لواحد من الظّلمة إلاّ أن يتمّ نوره و لو كره المشركون.
و أمّا غيبة عيسى عليه السّلام فإنّ اليهود و النصارى اتّفقت على أنّه قتل فكذّبهم اللّه-عزّ و جلّ- بقوله وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ.
كذلك غيبة القائم فإنّ الأمّة ستنكرها لطولها فمن قائل يقول:إنّه لم يولد،و قائل يفتري بقوله:إنّه ولد و مات،و قائل يكفر بقوله:إنّ حادي عشرنا كان عقيما،و قائل يمرق بقوله:إنّه يتعدّي إلى ثالث عشر فصاعدا،و قائل يعصي اللّه بدعواه:إنّ روح القائم عليه السّلام ينطق في هيكل غيره.
ادامه مطلب(ترجمه)👇👇
@Aldolatahalzahraeyah