❖﷽❖
#حدیث_مهدوی
📜[15/129] أخبرني أبي،عن سدير الصيرفي قال:دخلت أنا و المفضّل بن عمر و داود بن كثير الرقي و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السّلام
قال:إنّ اللّه تعالى ذكره أدار في القائم منّا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرّسل،قدّر مولده تقدير مولد موسى عليه السّلام و قدّر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السّلام و قدّر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السّلام و جعل له من بعد ذلك عمر العبد الصّالح-أعني الخضر عليه السّلام-دليلا على عمره.
فقلنا:اكشف لنا يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله عن وجوه هذه المعاني.
🌠و أمّا إبطآء نوح عليه السّلام فإنّه لمّا استنزل العقوبة(من السّمآء)بعث اللّه إليه جبرئيل عليه السّلام معه سبع نويات فقال:يا نبيّ اللّه إنّ اللّه جلّ اسمه يقول لك:إنّ هؤلآء خلائقي و عبادي لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلاّ بعد تأكيد الدّعوة،و إلزام الحجّة،فعاود اجتهادك في الدّعوة لقومك فإنّي مثيبك عليه،و اغرس هذا النّوي،فإنّ لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص،و بشّر بذلك من تبعك من المؤمنين.
فلمّا نبتت الأشجار و تأزّرت و تسوّقت و اغصنت وزها الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من اللّه العدة فأمره اللّه تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار،و يعاود الصبر و الإجتهاد، و يؤكّد الحجّة على قومه،فأخبر بذلك الطّوآئف الّتي آمنت به فارتدّ منهم ثلاثمائة رجل و قالوا:لو كان ما يدّعيه نوح حقّا لما وقع في عدته خلف.
ثمّ إنّ اللّه تعالى لم يزل يأمره عند إدراكها كلّ مرّة أن يغرس تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرّات،و ما زالت تلك الطوآئف من المؤمنين ترتدّ منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عادوا إلى نيّف و سبعين رجلا،فأوحى اللّه-عزّ و جلّ-عند ذلك إليه و قال:الآن أسفر الصبح عن اللّيل لعينك حين صرّح الحقّ عن محضه و صفا الأمر للإيمان من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة.
فلو أنّي أهلكت الكفّار و أبقيت من ارتدّ من الطوآئف الّتي كانت آمنت بك لما كنت صدّقت وعدي السّابق للمؤمنين الّذين أخلصوا لي التّوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوّتك،بأن أستخلفهم في الأرض،و أمكّن لهم دينهم،و أبدّل خوفهم بالأمن،لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشّكّ من قلوبهم.
و كيف يكون الإستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن منّي لهم،مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الّذين ارتدّوا و خبث طينتهم،و سوء سرآئرهم الّتي كانت نتائج النّفاق و سنوخ الضلالة،فلو أنّهم تنسّموا من الملك الّذي أوتي المؤمنون وقت الإستخلاف إذا هلكت أعداؤهم(لنشقوا)روآئح صفاته،و لاستحكم(سرآئر)نفاقهم،و تأبّد خبال ضلالة قلوبهم و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة،و حاربوهم على طلب الرئاسة،و التفرّد بالأمر و النهي عليهم، و كيف يكون التّمكين في الدّين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلاّ وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا.
💠قال الصادق عليه السّلام:و كذلك القائم عليه السّلام فإنّه تمتدّ غيبته ليصرّح الحقّ عن محضه،و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة من الشّيعة الّذين يخشى عليهم النّفاق إذا أحسّوا بالإستخلاف و التّمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم عليه السّلام.
قال المفضّل:فقلت:يابن رسول اللّه فإنّ النّواصب تزعم(أنّ)هذه الآية أنزلت في أبي بكر و عمر و عثمان و عليّ فقال:لا يهدى اللّه قلوب النّاصبة متى كان الدّين الّذي ارتضاه [اللّه و رسوله]متمكّنا بانتشار الأمن في الأمّة،و ذهاب الخوف من قلوبها،و ارتفاع الشّكّ من صدورها في عهد و احد من هؤلاء أو في عهد عليّ عليه السّلام،مع ارتداد المسلمين و الفتن الّتي كانت تثور في أيّامهم،و الحروب و الفتن الّتي كانت تشب بين الكفّار و بينهم،ثمّ تلا الصّادق عليه السّلام هذه الآية مثلا لإبطآء القائم عليه السّلام:
✨حَتّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا الآية.
ادامه مطلب(ترجمه)👇👇
@Aldolatahalzahraeyah