#اخلاق_و_عرفان
💢 بذکرِ الموت
🔅عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبَايَةَ قَالَ: كَتَبَ عَلِيٌّ ع إِلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ مِصْرَ:
🔅« ... احْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ الْمَوْتَ وَ نُزُولَهُ وَ خُذُوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّهُ يَدْخُلُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ خَيْرٌ لَا يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً أَوْ شَرٌّ لَا يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا وَ مَنْ أَقْرَبُ إِلَى النَّارِ مِنْ عَامِلِهَا إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ تُفَارِقُ رُوحُهُ جَسَدَهُ حَتَّى يَعْلَمَ إِلَى أَيِّ الْمَنْزِلَيْنِ يَصِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ أَ عَدُوٌّ هُوَ لِلَّهِ أَمْ هُوَ وَلِيٌّ لَهُ فَإِنْ كَانَ وَلِيّاً لِلَّهِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَ شُرِّعَتْ لَهُ طُرُقُهَا وَ رَأَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِيهَا فَفَرَغَ مِنْ كُلِّ شُغْلٍ وَ وُضِعَ عَنْهُ كُلُّ ثِقْلٍ وَ إِنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ النَّارِ وَ شُرِّعَتْ لَهُ طُرُقُهَا وَ نَظَرَ إِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِيهَا فَاسْتَقْبَلَ كُلَّ مَكْرُوهٍ وَ تَرَكَ كُلَّ سُرُورٍ
🔅كُلُّ هَذَا يَكُونُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ عِنْدَهُ يَكُونُ بِيَقِينٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ يَقُولُ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
🔅وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْمَوْتَ لَيْسَ مِنْهُ فَوْتٌ فَاحْذَرُوهُ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّكُمْ طُرَدَاءُ الْمَوْتِ وَ جِدُّوا لِلثَّوَابِ إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ وَ إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ فَهُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ وَ الدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ
🔅فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ عِنْدَ مَا تُنَازِعُكُمْ إِلَيْهِ أَنْفُسُكُمْ مِنَ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّهُ كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظاً
💠💠وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَثِيراً مَا يُوصِي أَصْحَابَهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ فَيَقُولُ أَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ حَائِلٌ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ الشَّهَوَاتِ
🔅وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ لِمَنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ وَ يَرْحَمْهُ وَ احْذَرُوا الْقَبْرَ وَ ضَمَّتَهُ وَ ضِيقَهُ وَ ظُلْمَتَهُ وَ غُرْبَتَهُ فَإِنَّ الْقَبْرَ يَتَكَلَّمُ كُلَّ يَوْمٍ وَ يَقُولُ: أَنَا بَيْتُ التُّرَابِ وَ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ وَ أَنَا بَيْتُ الدُّودِ وَ الْهَوَامِّ وَ الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا دُفِنَ قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ: مَرْحَباً وَ أَهْلًا قَدْ كُنْتَ مِمَّنْ أُحِبُّ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِي فَسَتَعْلَمُ إِذَا وُلِّيتُكَ كَيْفَ صُنْعِي بِكَ فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ الْبَصَرِ وَ إِذَا دُفِنَ الْكَافِرُ قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ: لَا مَرْحَباً وَ لَا أَهْلًا فَقَدْ كُنْتَ مِمَّنْ أُبْغِضُ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِي فَإِذَا وُلِّيتُكَ فَسَتَعْلَمُ كَيْفَ صُنْعِي بِكَ فَتَضُمُّ عَلَيْهِ حَتَّى تَلْتَقِيَ أَضْلَاعُهُ
🔅وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً هِيَ عَذَابُ الْقَبْرِ وَ إِنَّهُ لَيُسَلِّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ تِنِّيناً تَنْهَشُ لَحْمَهُ حَتَّى يُبْعَثَ لَوْ أَنَّ تِنِّيناً مِنْهَا نَفَخَ فِي الْأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ رَيْعُهَا أَبَداً
🔅وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ أَنْفُسَكُمْ وَ أَجْسَادَكُمُ الرَّقِيقَةَ النَّاعِمَةَ الَّتِي يَكْفِيهَا الْيَسِيرُ مِنَ الْعِقَابِ ضَعِيفَةٌ عَنْ هَذَا فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَرْحَمُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَجْسَادَكُمْ مِمَّا لَا طَاقَةَ لَكُمْ بِهِ وَ لَا صَبْرَ لَكُمْ عَلَيْهِ فَتَعْمَلُوا بِمَا أَحَبَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَتْرُكُوا مَا كَرِهَ فَافْعَلُوا وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه...»
📚الغارات (ط - القديمة)، ج1، ص: 151
#ذکر_موت #روایت
@almorsalaat