یک عبرت تاریخی:
فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ فَمَضَى فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْقُرَّاءِ فَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيداً هُوَ وَ أَصْحَابُهُ حَتَّى رَأَى بَعْضَ مَا يُسِرُّونَ بِهِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَتًى شَابٌّ يَقُولُ:-
أَنَا ابْنُ أَرْبَابِ الْمُلُوكِ غَسَّانَ
وَ الدَّائِنُ الْيَوْمَ بِدِينِ غَسَّانَ
أَنْبَأَنَا أَقْوَامُنَا بِمَا كَانَ
أَنَّ عَلِيّاً قَتَلَ ابْنَ عَفَّانَ.
ثُمَّ شَدَّ فَلَا يَنْثَنِي يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ ثُمَّ جَعَلَ يَلْعَنُ عَلِيّاً وَ يَشْتِمُهُ وَ يُسْهِبُ فِي ذَمِّهِ
فَقَالَ لَهُ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ:
إِنَّ هَذَا الْكَلَامَ بَعْدَهُ الْخِصَامُ
وَ إِنَّ هَذَا الْقِتَالَ بَعْدَهُ الْحِسَابُ
فَاتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ رَاجِعٌ إِلَى رَبِّكَ فَسَائِلُكَ عَنْ هَذَا الْمَوْقِفِ وَ مَا أَرَدْتَ بِهِ
قَالَ: فَإِنِّي أُقَاتِلُكُمْ لِأَنَّ صَاحِبَكُمْ لَا يُصَلِّي كَمَا ذُكِرَ لِي وَ أَنَّكُمْ لَا تُصَلُّونَ وَ أُقَاتِلُكُمْ أَنَّ صَاحِبَكُمْ قَتَلَ خَلِيفَتَنَا وَ أَنْتُمْ وَازَرْتُمُوهُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَالَ لَهُ هَاشِمٌ: وَ مَا أَنْتَ وَ ابْنَ عَفَّانَ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ وَ قُرَّاءُ النَّاسِ حِينَ أَحْدَثَ أَحْدَاثاً وَ خَالَفَ حُكْمَ الْكِتَابِ
وَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ هُمْ أَصْحَابُ الدِّينِ وَ أَوْلَى بِالنَّظَرِ فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ وَ مَا أَظُنُّ أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَا أَمْرَ هَذَا الدِّينِ عَنَاكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ قَالَ الْفَتَى: أَجَلْ أَجَلْ وَ اللَّهِ لَا أُكْذَبُ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَضُرُّ وَ لَا يَنْفَعُ وَ يَشِينُ وَ لَا يَزِينُ فَقَالَ لَهُ هَاشِمٌ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ فَخَلِّهِ وَ أَهْلَ الْعِلْمِ بِهِ قَالَ: أَظُنُّكَ وَ اللَّهِ قَدْ نَصَحْتَنِي وَ قَالَ لَهُ هَاشِمٌ: وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنَّ صَاحِبَنَا لَا يُصَلِّي فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَفْقَهُهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَ أَوْلَاهُ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ أَمَّا مَنْ تَرَى مَعَهُ فَكُلُّهُمْ قَارِئٌ الْكِتَابِ لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ تَهَجُّداً فَلَا يَغْرُرْكَ عَنْ دِينِكَ الْأَشْقِيَاءُ الْمَغْرُورُونَ قَالَ الْفَتَى: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ امْرَأً صَالِحاً وَ أَظُنُّنِي مُخْطِئاً آثِماً أَخْبِرْنِي هَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ تُبْ إِلَى اللَّهِ يَتُبْ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ قَالَ فَذَهَبَ الْفَتَى بَيْنَ النَّاسِ رَاجِعاً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ خَدَعَكَ الْعِرَاقِيُّ قَالَ لَا وَ لَكِنْ نَصَحَنِي الْعِرَاقِيُّ وَ قَاتَلَ هَاشِمٌ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ قِتَالًا شَدِيداً .....
وقعة صفين المؤلف : المنقري، نصر بن مزاحم الجزء : 1 صفحة : 354
ترجمه 👇👇👇👇
@dehban_ir