🔺نقدی بر حرکت جوهری
✍️ملا نظرعلی طالقانی(ره):
السّادس فى اثبات الحركة بالجوهر اى اثبات الحركة الذاتية و حركة الذات قد اطبق عقول الحكماء عن آخرهم ان ربط الحادث بالقديم لا يمكن و لا يعقل إلّا ان يكون بينهما امر تجددى الذات دائم التبدلات حتى يوجب استعداد المواد فمتى تم الاستعداد اعطاها اللّه صورها و هو عند المشهور ليس الا الحركة فانك ترى ان بسبب حركات الافلاك و كواكبها يحصل الفصول الاربعة و يتوارد على الارض و الماء و الهواء حالات مختلفة فيتكون المعادن و يتحصّل النباتات و الاغذية فياكلها و يشربها الانسان و الحيوان ثم بالهضم و الحركات يتكون النطفة فبحركة الجماع تستقر فى الرحم او البيضة فتتحرك و تتبدل الى ان تصير باذن اللّه انسانا او حيوانا فتبارك اللّه احسن الخالقين و خالفهم صدر الحكماء و اعتقد انه الطبيعة اى الصورة النوعية للعناصر و الافلاك و الكواكب فطبائعها لا تبقى عنده زمانين
و الحق ان هذا قول يكذبه الحس و كفى فى ذلك قول المحقق الطوسى قده فى التجريد و الضرورة قضت ببقائها اى الاجسام و تاييده مذهبه بقوله تعالى وَ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ لا وجه له فان الآية واردة فى بيان القيمة و انقلاب العالم بعد نفخ الصور قال اللّه تعالى فى سورة النمل وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَ كُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ وَ تَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً الى قوله وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ اللّهمّ اجعلنا منهم بمحمّد و آله و ايض قد اوضحنا ان الارض و الماء و النار و الهواء كلها بسيط فى الخارج ليس فيه جزء ان احدهما جسم جنسى و الآخر صورته و طبيعته فيتوارد الطبيعة على الجنس كما توهم و ايضا من الواضحات ان كل احد يعلم ان ذاته باقية من اول العمر الى آخره و و لا يتبدل تبدل الحركات مع انها متحركة بالجوهر أ ليس يصير عقل الهيولائي عقلا مستفادا و الشقى سعيدا و السعيد شقيا فالحركة الجوهرية لا تستلزم ان يكون المتحرك تجددى الذات بل
ما يوجد و ينعدم دائما لا يصدق انه متحرك بل
لا معنى للحركة الا ان يبقى المتحرك من اول الحركة الى آخرها كما هو المحسوس و ينادى بذلك كلام المعلّم الاول ارسطو فى تعريف الحركة الحركة كمال اول لما بالقوة من حيث هو بالقوة او ما يكفى فى ردّه قوله تعالى ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً الى آخره و هل يمكن ان يصير شيء شيئا مع كونه كالحركة يوجد و ينعدم و هل يقول احدا و يمكن ان يقول ان الحركة الاولى صارت حركة ثانية و
هل يمكن الصيرورة مع عدم البقاء و ليس هنا مقام بسط تام فاقتصرنا على ذلك فافهم و لا تقلّد و الحمد للّه و المنة حيث تمسك بالحركة على سيلان الطبيعة و نحن بيّنا فساده ايضا بنفس الحركة
📚مناط الأحكام، ص 370
#فلسفه_اسلامی #ملاصدرا
🔰کشکول ناب حوزوی🔻
◾️
@kashkolenab