اريخ الى الحسين (ع)٬ حيث إنه أمر فطري وثانيهما عدم المبادرة للحرب وعدم إقباله عليها، وهذا أيضا أمر فطري وقد برزا كلاهما في عاشوراء جنبا الى جنب.
ورابعا: التأكيد على الضمير الإنساني٬ لقد تركنا الاهتمام بالضمير الانساني في نشاطاتنا وسياساتنا مع أنّ الضمير هو الأساس الذي بنيت عليه كل حركة تبلورت في القرآن باسم الأنبياء٬ وقد ركز الإمام (ع) على الضمير في عاشوراء بشكل بارز٬ فقال لهم مرة: ارجعوا إلى أنفسكم ومرة أخرى: وارجعوا إلى أحسابكم٬ وكذلك خلق الامام المواقف والمشاهد التي هزت الناس عبر التاريخ.
وخامسا: النصح في الحرب٬ فالإمام قد نصح الأعداء٬ بعيداً عن المكر والانتقام٬ وهو ما يتجلّى في خطبة الإمام٬ أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحقّ لكم علي٬ إلخ.
وسادسا: عدم القهر والإجبار٬ فقد تجنّب إكراه أصحابه على البقاء في ساحة المعركة٬ فقد كان معه ستة آلاف شخص٬ ولكن بعد أن بيّن لهم مخاطر الطريق٬ ابتعد الكثير ممّن كان معه وذهبوا وتفرقوا٬ وهذا يثبت أنه لم تكن هناك خدعة في نهضة الإمام بل كانت صادقة وقائمة على الفطرة٬ وكانت نهضة بيضاء لم تلطخها أي نقطة سوداء.
النقطة الثالثة: علينا أن نلتزم في حياتنا ومناسكنا وأعمالنا وطقوسنا حيال عاشوراء بما التزم به الحسين (ع) في عاشوراء٬ وأن لا نتجاوز هذه النهضة٬ ولا نمضي في اختلاف المسلمين٬ هذه الحركة كانت للأمة والبشرية٬ أي: لا بد لطقوسنا أن تُطبع بسمة الأمة والبشرية٬ علينا أن نفهم ذلك٬ وأن لا نحبس هذه الثورة في أفكارنا وأدمغتنا٬ بل أن نسمح لها أن تتبلور في العالم المعاصر.
وهذا ما يتبلور إلى حدّ كبير في الحركة الأربعينية في كربلاء على أرض العراق في كل سنة.