#احادیث_فقه_حکومتی
#فقه_حکومتی
#عملیات_ویژه 8
🔅🔅🔅
10/ فی المغازی ؛ باسناده عن جابر بن عبد الله ، فكلّ قد حدّثنى بطائفة، فكان الذي اجتمعوا لنا عليه قالوا: إنّ ابن الأشرف كان شاعرا و كان يهجو النبىّ صلّى الله عليه و سلّم و أصحابه ، و يحرّض عليهم كفّار قريش فى شعره . و كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قدم المدينة و أهلها أخلاط ؛ منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة الإسلام، فيهم أهل الحلقة و الحصون، و منهم حلفاء للحيّين جميعا الأوس و الخزرج . فأراد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حين قدم المدينة استصلاحهم كلّهم و موادعتهم ، و كان الرجل يكون مسلما و أبوه مشركا . فكان المشركون و اليهود من أهل المدينة يؤذون رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و أصحابه أذى شديدا ، فأمر الله عزّ و جلّ نبيّه و المسلمين بالصبر على ذلك و العفو عنهم، و فيهم أنزل : وَ لَتَسْمَعُنَّ من الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ من قَبْلِكُمْ وَ من الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ من عَزْمِ الْأُمُورِ 3 : 186 . و فيهم أنزل الله عزّ و جلّ : وَدَّ كَثِيرٌ من أَهْلِ الْكِتابِ ... 2: 109 الآية. فلمّا أبى ابن الأشرف أن ينزع عن أذى النبىّ صلّى الله عليه و سلّم و أذى المسلمين ، و قد بلغ منهم ، فلمّا قدم زيد بن حارثة بالبشارة من بدر بقتل المشركين و أسر من أسر منهم، فرأى الأسرى مقرّنين ، كبت و ذلّ ، ثم قال لقومه : ويلكم ، و الله لبطن الأرض خير لكم من ظهرها اليوم ! هؤلاء سراة الناس قد قتلوا و أسروا ، فما عندكم ؟ قالوا : عداوته ما حيينا. قال : و ما أنتم و قد وطئ قومه و أصابهم؟ و لكنى أخرج إلى قريش فأحضّهم و أبكى قتلاهم ، فلعلّهم ينتدبون فأخرج معهم . فخرج حتى قدم مكّة و وضع رحله عند أبى وداعة بن ضبيرة السّهمىّ ، و تحته عاتكة بنت أسيد ابن أبى العيص، فجعل يرثى قريشا و يقول:
طحنت رحى بدر لمهلك أهله و لمثل بدر تستهلّ و تدمع
.............
فأجابه حسّان بن ثابت، يقول:
أبكى لكعب ثم علّ بعبرة منه و عاش مجدّعا لا يسمع
و دعا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حسّان، فأخبره بنزول كعب على من نزل فقال حسّان:
ألا أبلغوا عنى أسيدا رسالة فخالك عبد بالسّراب مجرّب
فلمّا بلغها هجاؤه نبذت رحله و قالت : ما لنا و لهذا اليهودىّ ؟ ألا ترى ما يصنع بنا حسّان ؟ فتحوّل ، فكلّما تحوّل عند قوم دعا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حسّان فقال: ابن الأشرف نزل على فلان . فلا يزال يهجوهم حتى نبذ رحله ، فلمّا لم يجد مأوى قدم المدينة . فلمّا بلغ النبىّ صلّى الله عليه و سلّم قدوم ابن الأشرف قال : اللّهمّ ، اكفني ابن الأشرف بما شئت فى إعلانه الشرّ و قوله الأشعار . و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : من لى بابن الأشرف ، فقد آذاني ؟ فقال محمّد بن مسلمة : أنا به يا رسول الله ، و أنا أقتله . قال : فافعل! فمكث محمّد بن مسلمة: أيّاما لا يأكل ، فدعاه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فقال : يا محمّد ، تركت الطعام و الشراب ؟ قال : يا رسول الله ، قلت لك قولا فلا أدرى أفي لك به أم لا. قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : عليك الجهد . و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم : شاور سعد بن معاذ فى أمره . فاجتمع محمّد بن مسلمة و نفر من الأوس منهم عبّاد بن بشر ، و أبو نائلة سلكان بن سلامة ، و الحارث بن أوس ، و أبو عبس بن جبر ، فقالوا: يا رسول الله نحن نقتله ، فأذن لنا فلنقل ، فإنه لا بدّ لنا منه . قال : قولوا !
فخرج أبو نائلة إليه ، فلمّا رآه كعب أنكر شأنه ، و كاد يذعر ، و خاف أن يكون وراءه كمين ، فقال أبو نائلة : حدثت لنا حاجة إليك . قال. و هو فى نادى قومه و جماعتهم : ادن إلىّ فخبّرنى بحاجتك . و هو متغيّر اللون مرعوب- فكان أبو نائلة و محمّد ابن مسلمة أخويه من الرّضاعة- فتحدّثا ساعة و تناشدا الأشعار، و انبسط كعب و هو يقول بين ذلك : حاجتك! و أبو نائلة يناشده الشعر- و كان أبو نائلة يقول الشعر- فقال كعب : حاجتك، لعلّك أن تحبّ أن يقوم من عندنا؟ فلمّا سمع ذلك القوم قاموا. قال أبو نائلة: إنى كرهت أن يسمع القوم ذرو كلامنا، فيظنّون ! كان قدوم هذا الرجل علينا من البلاء، و حاربتنا العرب و رمتنا عن قوس واحدة ، و تقطّعت السّبل عنّا حتى جهدت الأنفس و ضاع العيال، أخذنا بالصّدقة و لا نجد ما نأكل. فقال كعب: قد و الله كنت أحدّثك بهذا يا ابن سلامة، أنّ الأمر سيصير إليه. فقال أبو نائلة: و معى رجال من أصحابى على مثل رأيى ، و قد أردت أن آتيك بهم فنبتاع منك طعاما أو تمرا و تحسن فى ذلك إلينا و نرهنك ما يكون لك فيه ثقة. قال كعب: أما إنّ رفافى تقصف تمرا، من عجوة تغيب فيها الضرس، أما و الله ما كنت أحبّ يا أبا نائلة أن أرى هذه الخصاصة بك و إن كنت من أكرم الناس علىّ، أنت أخى، نازعتك الثّدى! قال سلكان : اكتم عنّا ما حدّثتك من ذكر محمّد. قال كعب: لا أذكر منه حرفا. ثم قال كعب: يا أبا نائلة، اصدقنى ذات نفسك، ما الذي تريدون فى أمره؟ قال: خذلانه و التنحّى عنه. قال: سررتني يا أبا نائلة! فما ذا ترهنوننى، أبناءكم و نساءكم؟ فقال: لقد أردت أن تفضحنا و تظهر أمرنا! و لكنّا نرهنك من الحلقة ما ترضى به. قال كعب: إنّ فى الحلقة لوفاء. و إنما يقول ذلك سلكان لئلا ينكرهم إذا جاءوا بالسلاح. فخرج أبو نائلة من عنده على ميعاد، فأتى أصحابه فأجمعوا أمرهم على أن يأتوه إذا أمسى لميعاده. ثم أتوا النبىّ صلّى الله عليه و سلّم عشاء فأخبروه، فمشى معهم حتى أتى البقيع ، ثم وجّههم، ثم قال: امضوا على بركة الله و عونه! و يقال: وجّههم بعد أن صلّوا العشاء و فى ليلة مقمرة مثل النهار، فى ليلة أربع عشرة من ربيع الأوّل، على رأس خمسة و عشرين شهرا. قال: فمضوا حتى أتوا ابن الأشرف، فلمّا انتهوا إلى حصنه هتف به أبو نائلة، و كان ابن الأشرف حديث عهد بعرس، فوثب فأخذت امرأته بناحية ملحفته و قالت: أين تذهب؟ إنك رجل محارب، و لا ينزل مثلك فى هذه الساعة. فقال: ميعاد، إنما هو أخى أبو نائلة، و الله لو وجدنى نائما ما أيقظنى. ثم ضرب بيده الملحفة و هو يقول: لو دعى الفتى لطعنة أجاب. ثم نزل إليهم فحيّاهم، ثم جلسوا فتحدّثوا ساعة حتى انبسط إليهم، ثم قالوا له: يا ابن الأشرف، هل لك أن تتمشّى إلى شرج العجوز فنتحدّث فيه بقيّة ليلتنا؟ قال: فخرجوا يتماشون حتى وجّهوا قبل الشّرج، فأدخل أبو نائلة يده فى رأس كعب ثم قال: ويحك، ما أطيب عطرك هذا يا ابن الأشرف! و إنما كان كعب يدهّن بالمسك الفتيت بالماء و العنبر حتى يتلبّد فى صدغيه، و كان جعدا جميلا. ثم مشى ساعة فعاد بمثلها حتى اطمأنّ إليه، و سلسلت يداه فى شعره و أخذ بقرون رأسه، و قال لأصحابه: اقتلوا عدوّ الله! فضربوه بأسيافهم، فالتفّت عليه فلم تغن شيئا، وردّ بعضها بعضا، و لصق بأبى نائلة. قال محمّد بن مسلمة: فذكرت مغولا معى كان فى سيفي فانتزعته فوضعته فى سرّته، ثم تحاملت عليه فقططته حتى انتهى إلى عانته، فصاح عدوّ الله صيحة ما بقي أطم من آطام يهود إلّا قد أوقدت عليه نار. فقال ابن سنينة، يهودىّ من يهود بنى حارثة، و بينهما ثلاثة أميال: إنى لأجد ريح دم بيثرب مسفوح. و قد كان أصاب بعض القوم الحارث بن أوس بسيفه و هم يضربون كعبا، فكلمه فى رجله. فلمّا فرغوا احتزّوا رأسه ثم حملوه معهم، ثم خرجوا يشتدّون و هم يخافون من يهود الأرصاد، حتى أخذوا على بنى أميّة بن زيد ثم على قريظة، و إنّ نيرانهم فى الآطام لعالية، ثم على بعاث ، حتى إذا كانوا بحرّة العريض نزف الحارث الدم فأبطأ عليهم فناداهم: أقرءوا رسول الله منّى السلام! فعطفوا عليه فاحتملوه حتى أتوا النبيّ صلّى الله عليه و سلّم. فلمّا بلغوا بقيع الغرقد كبّروا. و قد قام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم تلك الليلة يصلّى، فلما سمع رسول الله صلّى الله عليه و سلّم تكبيرهم بالبقيع كبّر و عرف أن قد قتلوه. ثم انتهوا يعدون حتى وجدوا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم واقفا على باب المسجد، فقال: أفلحت الوجوه! فقالوا: و وجهك يا رسول الله! و رموا برأسه بين يديه، فحمد الله على قتله. ثم أتوا بصاحبهم الحارث فتفل فى جرحه فلم يؤذه، فقال فى ذلك عبّاد بن بشر: ........ قالوا: فلمّا أصبح رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من الليلة التي قتل فيها ابن الأشرف قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: من ظفرتم به من رجال اليهود فاقتلوه. فخافت اليهود فلم يطلع عظيم من عظمائهم و لم ينطقوا، و خافوا أن يبيّتوا كما بيّت ابن الأشرف. و كان ابن سنينة من يهود بنى حارثة، و كان حليفا لحويّصة بن مسعود، قد أسلم، فعدا محيّصة على ابن سنينة فقتله، فجعل حويّصة يضرب محيّصة، و كان أسنّ منه، يقول: أى عدوّ الله، أ قتلته؟ أما و الله لربّ شحم فى بطنك من ماله! فقال محيّصة: و الله، لو أمرنى بقتلك الذي أمرنى بقتله لقتلتك. قال: و الله، لو أمرك محمّد أن تقتلني؟ قال: نعم. قال حويّصة: و الله، إنّ دينا يبلغ هذا لدين معجب. فأسلم حويّصة يومئذ . الی ان قال : ففزعت اليهود و من معها من المشركين، فجاءوا إلى النبىّ صلّى الله عليه و سلّم حين أصبحوا فقالوا: قد طرق صاحبنا الليلة و هو سيّد من ساداتنا قتل غيلة بلا جرم و لا حدث علمناه. فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: إنّه لو قرّ كما قرّ غيره ممّن هو على مثل رأيه ما اغتيل، و لكنه نال منّا الأذى و هجانا بالشعر، و لم يفعل هذا أحد منكم إلّا كان له السيف . و دعاهم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم إلى أن يكتب بينهم كتابا ينتهون إلى ما فيه، فكتبوا بينهم و بينه كتابا تحت العذق فى دار رملة بنت الحارث. فحذرت اليهود و خافت و ذلّت من يوم قتل ابن الأشرف. »
@salmanraoofi
ترجمه در👇👇👇