متن حدیث1
فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَمَّا أَنْ مَرِضَ النَّبِيُّ ص الْمَرْضَةَ الَّتِي قَبَضَهُ اللَّهُ فِيهَا دَخَلْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ دَخَلَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ [الزَّهْرَاءُ] ع فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِهِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّى فَاضَتْ دُمُوعُهَا عَلَى خَدَّيْهَا.
فَلَمَّا أَنْ رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ: مَا يُبْكِيكِ يَا بُنَيَّةِ؟
قَالَتْ: وَ كَيْفَ لَا أَبْكِي وَ أَنَا أَرَى مَا بِكَ مِنَ الضَّعْفِ؛ فَمَنْ لَنَا بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!
قَالَ لَهَا: لَكُمُ اللَّهُ؛ فَتَوَكَّلِي عَلَيْهِ وَ اصْبِرِي كَمَا صَبَرَ آبَاؤُكِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أُمَّهَاتِكِ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ.
يَا فَاطِمَةُ! أَ وَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اخْتَارَ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِيّاً وَ بَعَثَهُ رَسُولًا ثُمَّ عَلِيّاً فَزَوَّجَكِ إِيَّاهُ وَ جَعَلَهُ وَصِيّاً فَهُوَ أَعْظَمُ النَّاسِ حَقّاً عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ أَبِيكِ وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً وَ أَعَزُّهُمْ خَطَراً وَ أَجْمَلُهُمْ خَلْقاً وَ أَشَدُّهُمْ فِي اللَّهِ وَ فِيَّ غَضَباً وَ أَشْجَعُهُمْ قَلْباً وَ أَثَبْتَهُمْ وَ أَرْبَطُهُمْ جَأْشاً وَ أَسْخَاهُمْ كَفّاً؟!
فَفَرِحَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ [الزَّهْرَاءُ] ع فَرَحاً شَدِيداً؛ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص: هَلْ سَرَرْتُكِ يَا بُنَيَّةِ؟
قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَقَدْ سَرَرْتَنِي وَ أَحْزَنْتَنِي.
قَالَ: كَذَلِكَ أُمُورُ الدُّنْيَا يَشُوبُ سُرُورُهَا بِحُزْنِهَا. قَالَ: أَ فَلَا أَزِيدُكِ فِي زَوْجِكِ مِنْ مَزِيدِ الْخَيْرِ كُلِّهِ؟
قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ: إِنَّ عَلِيّاً أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ هُوَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَخُو الرَّسُولِ وَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ زَوْجُ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَ ابْنَاهُ سِبْطَا رَسُولِ اللَّهِ وَ عَمُّهُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَخُوهُ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ مِنْكِ وَ مِنْهُ فَهَذِهِ خِصَالٌ لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا أَحَدٌ بَعْدَهُ. يَا بُنَيَّةِ! هَلْ سَرَرْتُكِ؟
قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: أَ وَ لَا أَزِيدُكِ [فِي زَوْجِكِ] مَزِيدَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؟
قَالَتْ: بَلَى.
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ قِسْمَيْنِ فَجَعَلَنِي وَ زَوْجَكِ فِي أَخْيَرِهِمَا قِسْماً وَ ذَلِكِ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ثُمَّ جَعَلَ الِاثْنَيْنِ ثَلَاثاً فَجَعَلَنِي وَ زَوْجَكِ فِي أَخْيَرِهِمَا ثُلُثاً وَ ذَلِكِ قَوْلُهُ «وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ».
📚تفسير فرات الكوفي، ص۴۶۴-۴۶۵
@yekaye