(283) و كان هذا الذي رأيته (في دنيسير) قد أبقى عليه كشف الروافض، من أهل الشيعة، سائر السنة. فكان يراهم خنازير. فيأتي الرجل المستور، الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط- و هو في نفسه مؤمن به، يدين به ربه. فإذا مر عليه يراه في صورة خنزير، فيستدعيه و يقول له:
" تب إلى اللَّه! فإنك شيعى رافضى". فيبقى الآخر متعجبا من ذلك. فان تاب و صدق في توبته، رآه إنسانا، و إن قال له بلسانه:" تبت!"- و هو يضمر مذهبه- لا يزال يراه خنزيرا. فيقول له:" كذبت في قولك تبت."! و إذا صدق، يقول له:" صدقت"- فيعرف ذلك الرجل صدقه في كشفه. فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضي.
(284) و لقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين، من أهل العدالة من الشافعية، ما عرف منهما قط التشيع، و لم يكونا من بيت التشيع.
غير أنهما أداهما إليه نظرهما. و كانا متمكنين من عقولهما، فلم يظهرا ذلك
و أصرا عليه بينهما و بين اللَّه. فكانا يعتقدان السوء في أبى بكر و عمر، و يتغالون في على. فلما مرا به و دخلا عليه، أمر باخراجهما من عنده. فان اللَّه كشف له عن بواطنهما في صورة خنازير، و هي العلامة التي جعل اللَّه له في أهل هذا المذهب. و كانا قد علما من نفوسهما أن أحدا من أهل الأرض ما اطلع على حالهما. و كانا شاهدين عدلين، مشهورين بالسنة. فقالا له في ذلك. فقال:" أراكما خنزيرين، و هي علامة بينى و بين اللَّه فيمن كان مذهبه هذا". فاضمرا التوبة في نفوسهما، فقال لهما:" إنكما، الساعة، قد رجعتما عن ذلك المذهب فانى أراكما إنسانين". فتعجبا من ذلك، و تابا إلى اللَّه.
الفتوحات المكية(عثمان يحيى)، ج11، ص: 288
#ابن_عربی
#رجبیون_در_کلام_ابن_عربی
🔵صوفی پژوهی
@sufi110