📌آداب مسافرت از نفس به سوی خدا
🔰بخشی از نامه عرفانی امام خمینی به یکی از شاگردان
⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️⚡️
✍️و بعد، فإنّ الإنسان ممتاز عن ساير الموجودات باللطيفة الربانية و الفطرة الالهية- فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيها- و هذه بوجهٍ هي الأمانة المشار إليها في الكتاب العزيز الالهي «إنَّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلىَ السَّمواتِ وَ الأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ اشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَها الإنْسانُ» و هذه الفطرة هي فطرة توحيد اللَّه في المقامات الثلاثة بل رفض التعيّنات و إرجاع الكُلّ إليه و إسقاط الإضافات حتّى الأسمائية و إفناء الجُلّ لديه. و مَنْ لم يصل إلى هذا المقام فهو خارجٌ عن فطرة اللَّه و خائنٌ في أمانة اللَّه، و جاهلٌ بمقام الإنسانية و الربوبية، و ظالمٌ بنفسه و الحضرة الالهية
✍️و معلومٌ عند أصحاب القلوب من أهل السابقة الحُسنى أنّ حصول هذه المنزلة الرفيعة و الدرجة العَلية؛ لا يمكن إلّا بالرياضات الروحية و العقلية و الخواطر القُدسية القلبية بعد طهارة النفس عن أرجاس عالم الطبيعة و تزكيتها، فإنّ هذا مقامٌ لا يمسُّه إلّا المطهّرون، و صرف الهَمّ إلى المعارف الإلهية و قَصْر الطرْف إلى الآيات و الأسماء الربوبية عقيب صيرورته إنساناً شرعيّاً بعد ما كان إنساناً بشرياً بل طبيعياً.
✍️فاخرجي أيّتها النفس الخالدة إلى الأرض لاتّباع هواك من بين الطبيعة المظلمة المدهشة الهيولانية، و هاجري إلى اللَّه مقام الجمع و إلى رسوله مظهر أحدية الجمع حتّى يدركك الموت بتأييد اللَّه تعالى فوقع أجرك عليه، و هذا هو الفوز العظيم و الجنة الذاتية اللقائية التي لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
✍️و اعلمي أنّك ظهرت من مقام جامعية الأسماء و البرزخية الكبرى، و أنت غريب في هذه الدار و لا بدّ لك من الرجوع إلى الوطن؛ فاحببي وطنك فإنّه من الإيمان- كما أخبر به سيّد الإنس و الجانّ
✍️إيّاك ثمّ إيّاك- و اللَّه تعالى معينك في اولاك و اخراك- و أن تصرف همّك إلى حصول الملاذّ الحيوانية الشهوية فإنّ هذا شأن البهائم، أو الغلبة على أقرانك و أشباهك حتّى في العلوم و المعارف فإنّ هذا شأن السباع، أو الرئاسات الدنيوية الظاهرية و صرف الفكر و التدبير إليها فإنّ هذا مقام الشياطين، بل و لا تجعلي نصب عينك صورة النسك و قشورها، و لا اعتدال الخُلق و جودتها، و لا الفلسفة الكلّية و المفاهيم المبهمة، و لا تنسيق كلمات أرباب التصوّف و العرفان القشرية و تنظيمها، و إرعاد أهل الخرقة و إبراقها، فانّ كلّ ذلك حجاب في حجاب و ظلمات بعضها فوق بعض، و صرف الهمّ إليها اخترام و هلاك، و ذلك خسران مبين و حرمان ابدي و ظلمات لا نهاية لها؛
✍️بل يكون همّك التوجّه إلى اللَّه تعالى و إلى ملكوته في كلّ حركاتك و سكناتك و أنظارك و أفكارك؛ فإنّك مسافر إلى اللَّه تعالى و لا يمكن لك هذه المسافرة بقدم النفس بل لا بدّ و أن يكون بقدم اللَّه و رسوله؛ فإنّ المهاجرة من بيت النفس لا يمكن بقدمها. فكلّما كان قدمك قدم النفس، ما خرجت بعدُ من بيتك، فلست مسافراً؛ و قد عرفت أنّك غريب مسافر.
📌بخشی از نامه عرفانی به آقاى ميرزا جواد همدانى (حجت)
📚صحيفه امام، ج1، ص: 6
#نامه_های_عرفانی #عرفان #در_مدرسه_امام_خمینی
@almorsalaat