🔰کمال نهایی انسان
🔰برهان #اختصاصی علامه طباطبایی بر اثبات کمال حقیقی انسان
📌علامه طباطبایی در فصل چهارم رساله شریف الولایه، برهانی را بر اثبات اینکه کمال حقیقی انسان، رسیدن به #توحید و فنای فی الحق است، بیان می کنند. ایشان در پایان، می فرمایند که این برهان از مواهب الهی مختص به این رساله است. ایشان در ادامه مسیر رسیدن به کمال و کیفیت طی مسیر را نیز بیان می کنند که در پست های آتی بیان خواهد شد.
♨️♨️♨️♨️♨️
🔅نقول: حيث إنّ نسبة الحقائق إلى ما في هذه النشأة المادية و النفس البدنيّة نسبة الباطن إلى الظاهر، و كلّ خصوصيّة وجوديّة متعلّقة بالظاهر، متعلّقة بباطنه بالحقيقة، و بنفس الظاهر بعرضه و تبعه، فالإدراك الضروري الذي للنفس إلى نفسها متعلّقة بباطنها أوّلا و بالحقيقة و بنفسها بعرضه و تبعه.
🔅فالحقيقة التي في باطن النفس أقدم إدراكا عند النفس من نفسها و أبده، و ما هي في باطن باطنها أقدم منها و أبده، حتّى ينتهي إلى الحقيقة التي إليها تنتهي كلّ حقيقة، فهي أقدم المعلومات، و أبده البديهيّات.
🔅و حيث إنّ الوجود صرف عندها لا يتصوّر له ثان و لا غير، فلا يتصوّر بالنسبة إلى إدراكها دفع دافع، و لا منع مانع، و هذا برهان تامّ غير مدفوع البتّة.
🔅ثمّ نقول: إنّ كلّ حقيقة موجودة، فهي مقتضية لتمام نفسها في ذاتها و عوارضها، و هذه مقدّمة ضروريّة في نفسها، غير أنّها محتاجة إلى تصوّر تامّ، فإذا فرضنا حقيقة مثل «أ» مثلا، ذات عوارض مثل «ب»، «ج»، «د»، فهذه الحقيقة في ذاتها تقتضي أن تكون «أ»، لا ناقصا من «أ»، و الناقص من «أ» ليس هو «أ»، و قد فرضناها «أ». و أيضا هي تقتضي عوارض مثل «ب»، «ج»، «د»، و هي هي، و الناقص من «ب»، «ج»، «د»، ليس هو «ب»، «ج»، «د»، و قد فرضناها «ب»، «ج»، «د»، لا غير، و هو ظاهر.
و هذا الذي تقتضيه كلّ حقيقة في ذاتها و عوارضها، هو الذي نسمّيه بالكمال و السعادة.
🔅ثمّ إنّ حقيقة كلّ كمال هي التي تتقيّد في ذاتها بقيد عدمي، و هو النقص، فإنّ كلّ كمال فهو في ذاته واجد لذاته، فلا يفقد من ذاته شيئا إلّا من جهة قيد عدمي معه بالضرورة. فحقيقة «أ» مثلا واجدة لما فرض أنّه «أ»، فانفصال وجود هذا الشخص من «أ» من ذلك الشخص من «أ» ليس إلّا لوجود قيد عدمي عند كلّ واحد من الشخصين، يوجب فقد حقيقة «أ» في كلّ منهما شيئا من ذاتها لا من عوارضها، و هو محال بالانقلاب أو الخلف، بالنظر إلى ذات «أ» المفروض في ذاته، بل الفاقد لخصوصيّة هذا الشخص هو ذلك الشخص من «أ». فلحقيقة «أ» مرتبتان: مرتبة في ذاتها لا تفقد فيها شيئا من ذاتها، و مرتبة عند هذا الشخص و عند ذلك الشخص فيها يصير شيء من كمالها مفقودا.
🔅و ليس ذلك من التشكيك في شيء، فإنّا إذا فرضنا هذا الشخص مرتبة منها، فهو أيضا «أ» و عاد المحال، بل الشخص بحيث إذا فرض معه الحقيقة كان هذا الشخص، و إذا قطع عنها النظر لم يكن شيئا؛ إذ لا يبقى معه إلّا قيد عدمي، فهو هو معها و ليس هو دونها، فليس في مورد الشخص إلّا الحقيقة، و الشخص أمر عدمي و همي اعتباري. و هذا المعنى، هو الذي نصطلح عليه بالظهور، فافهم.
🔅و يظهر من هنا أنّ حقيقة كلّ كمال هو المطلق المرسل الدائم منه، و أنّ قرب كلّ كمال من حقيقته بمقدار ظهور حقيقته فيه، أي اقترانها بالقيود و الحدود. فكلّ ما ازدادت القيود قلّ الظهور، و بالعكس.
🔅و يظهر من هنا أنّ الحقّ سبحانه هو الحقيقة الأخيرة لكلّ كمال، حيث إنّ له صرف كلّ كمال و جمال، و أنّ قرب كلّ موجود منه على قدر قيوده العدميّة و حدوده.
🔅و يظهر من ذلك أنّ وصول كلّ موجود إلى كمال الحقيقي مستلزم لفنائه، حيث إنّه مستلزم لفناء قيوده و حدوده في ذاته أو في عوارضه فقط، و بالعكس فناء كلّ موجود مستلزم لبقاء حقيقته في مورده فقط. قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ* وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ.
🔅فالكمال الحقيقي لكلّ موجود ممكن هو الذي يفنى عنده، فالكمال الحقيقي للإنسان أيضا هو الذي يصير عند كماله الإنساني مطلقا مرسلا، و يفنى عنده الإنسان لا كمال له غير ذلك البتّة.
🔅و قد مرّ في البرهان السابق أنّ شهود الإنسان لذاته الذي هو عين ذاته، شهود منه لجميع حقائقه و لحقيقته الأخيرة، و حيث أنّه فان عند ذلك، فالإنسان شاهد في عين فنائه. و إن شئت قلت: إنّ حقيقته هي الشاهدة لنفسها، و الإنسان فان.
🔅هذا، فالكمال الحقيقي للإنسان وصوله إلى كماله الحقيقي ذاتا و عوارض؛ أي وصوله إلى كماله الأخير ذاتا و وصفا و فعلا، أي فنائه ذاتا و وصفا و فعلا في الحقّ سبحانه؛ و هو التوحيد الذاتي و الاسمي و الفعلي، و هو تمكّنه من شهود أن لا ذات و لا وصف و لا فعل إلّا اللّه سبحانه على الوجه اللائق بقدس حضرته جلّت عظمته، من غير حلول و اتّحاد- تعالى عن ذلك-.
🔅و هذا البرهان من مواهب اللّه سبحانه المختصّة بهذه الرسالة، و الحمد للّه.
📚الإنسان والعقيدة، ص: 232
#عرفان #در_محضر_علامه
#بزرگداشت_علامه_طباطبایی
@almorsalaat