🔺
المخالفة مع علم الكلام؟!
✍️آیت الله احمد
#عابدی:
حيث
إنّ التعقّل و التفكير من أخصّ امتيازات الشيعة الإمامية ليس في مذهب الإمامية من يخالف علم الكلام و يذمّه، فإنّ كتاب «الكافي»- الذي يعدّ من أحسن مؤلّفات الشيعة في الاعتقادات و الأخلاق و الفقه وفقا لمذهب آل البيت عليهم السّلام- قد صدّر بأحاديث تدلّ على فضل العقل و العلم و تحثّ عليه.
و
أمّا علماء العامّة فقد أفتى بعض منهم بحرمة تعلّم علم الكلام، و أنّه بدعة، و أنّه من أكبر الذنوب، و أنّ كتب علم الكلام تعدّ من الضلال و لا تدخل في ملك أحد، قال الرازي: «المقام الخامس: أن نقول الاشتغال بعلم الكلام بدعة و الدليل عليه القرآن و الخبر و الإجماع و قول السلف و الحكم ... و أمّا الإجماع فهو أنّ هذا علم لم تتكلّم فيه الصحابة فيكون بدعة فيكون حراما، أمّا أنّ الصحابة ما تكلّموا فيه فظاهر لأنّه لم ينقل عن أحد منهم أنّه نصب نفسه للاستدلال في هذه الأشياء، بل كانوا من أشدّ الناس إنكارا على من خاض فيه، و إذا ثبت هذا ثبت أنه بدعة و كلّ بدعة حرام بالاتّفاق. و أمّا الأثر: قال مالك بن أنس: إيّاكم و البدع، قيل و ما البدع يا أبا عبد اللّه؟ قال: أهل البدع الذين يتكلّمون في أسماء اللّه و صفاته و كلامه و لا يسكتون عمّا سكت عنه الصحابة و التابعون. و سئل سفيان ابن عيينة عن الكلام، فقال: اتبع السنة ودع البدعة. و قال الشافعي: لأن يبتلي اللّه العبد بكلّ ذنب سوى الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام. و قال: لو أوصى رجل بكتبه العلمية لآخر و كان فيها كتب الكلام لم تدخل تلك الكتب في الوصية». «2» و لكن
الأئمّة من آل البيت عليهم السّلام فكلّ من يثقون به من أصحابهم يحثّونه و يرغّبونه في علم الكلام و الجدال الأحسن، و أمّا من كان ضعيفا بحيث يصير مفحما عند المخالفين فيمنعونه أشدّ المنع من الدخول في هذا العلم، فقد روى الكشي عن عبد الأعلى قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: إنّ الناس يعيبون عليّ بالكلام و أنا أكلّم الناس، فقال: «أمّا مثلك من يقع ثم يطير فنعم، و أمّا من يقع ثمّ لا يطير فلا». «3»
————
(1) «تاريخ بغداد» ج 2، ص 32؛ «البداية و النهاية» ج 11، ص 31.
(2) «مفاتيح الغيب» ج 2، ص 95- 96، و قد عدّ الغزّالي علم الكلام من البدعة في «إحياء علوم الدين» ج 1، ص 38- 39، و نسبه في «درّة التاج» ج 1، ص 212 إلى الحشوية، و قريب منه في «المحاضرات» ج 1، ص 38.
(3) «اختيار معرفة الرجال» ص 319، ح 578. و قد روى العلّامة المجلسي في «بحار الأنوار» ج 73، ص 404 أخبارا صحيحة تدلّ على مدح الجدال و الخصومة في الدين و الاستدلال بعلم الكلام.
📚 الحاشية على إلهيات الشرح الجديد للتجريد، ص: 8و9
#کلام_اسلامی
#تاریخ_کلام
🚩کشکول ناب حوزوی👇
⭐️
@kashkolenab